على الرغم من تسجيل النمسا وبلجيكا أهدافًا أكثر من فرنسا، إلا أن فريق المدرب ديديه ديشامب تمكن من الوصول إلى نصف نهائي يورو 2024 بعد الفوز في المباراتين وتعادله مع هولندا وبولندا والبرتغال. يثبت هذا الأداء أن الفوز لا يعني بالضرورة تسجيل أهداف أكثر من المنافس، وهو ما يتضح في حالة المنتخب الفرنسي هذا الصيف.
فرنسا في يورو 2024
منذ أن تولى ديشامب تدريب المنتخب الفرنسي في عام 2012، اعتادت فرنسا على النجاح في البطولات الكبرى. بلغ المنتخب نهائي يورو 2016، وفاز بكأس العالم 2018، وحصد لقب دوري الأمم الأوروبية في 2021، ووصل إلى المباراة النهائية في مونديال 2022. لهذا السبب، من الصعب على جماهير فرنسا انتقاد ديشامب بالنظر إلى الإنجازات الرقمية والإحصائية التي حققها.
الأداء الباهت في يورو 2024
شهدت يورو 2024 تغيرًا ملحوظًا في أداء المنتخب الفرنسي، حيث لم يقدم الفريق المستوى المعتاد في البطولات الكبرى السابقة. انخفض معدل التهديف بشكل كبير، مما أثار قلق الجماهير والمحللين على حد سواء. بلغ معدل أهداف فرنسا في البطولات السابقة مستويات أعلى بكثير من أدائهم الحالي:
- كأس العالم 2014: 2.00 هدفًا في المباراة الواحدة
- يورو 2016: 1.85 هدفًا في المباراة الواحدة
- كأس العالم 2018: 2.00 هدفًا في المباراة الواحدة
- يورو 2020: 1.75 هدفًا في المباراة الواحدة
- كأس العالم 2022: 2.28 هدفًا في المباراة الواحدة
- يورو 2024 (حتى الآن): 0.60 هدفًا في المباراة الواحدة
الأهداف في يورو 2024
لعب المنتخب الفرنسي 5 مباريات في يورو 2024، وسجل 3 أهداف فقط، ولم يسجل أي منها من لعب مفتوح. جاءت الأهداف على النحو التالي:
- هدف عكسي ضد النمسا
- هدف لمبابي من ركلة جزاء ضد بولندا
- هدف عكسي ضد بلجيكا
بذلك، لم يسجل المنتخب الفرنسي في مباراتين، الأولى ضد هولندا، والثانية التي استمرت 120 دقيقة أمام البرتغال. هذا الأداء الهجومي الضعيف يجعل فرنسا الأضعف بين المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي.
اعتراف بالعقم التهديفي
اعترف اللاعب أوريلين تشواميني بصعوبة التسجيل، قائلاً: “نحن في نصف النهائي دون أن نسجل، هذا تاريخي.. لكن أعتقد أن علينا إحراز الأهداف الآن”. بينما رد ديشامب على هذه المسألة بقوله: “لدينا صلابة دفاعية مثالية، وهذا ضروري في بطولة كبيرة مثل يورو.. وعندما لا تسجل أهدافًا فمن الأفضل ألا تتلقى الكثير منها”.يثبت أداء فرنسا في يورو 2024 أن الفوز في كرة القدم لا يعتمد فقط على تسجيل الأهداف، بل يعتمد أيضًا على الصلابة الدفاعية والتكتيكات الذكية. رغم العقم التهديفي الواضح، استطاع المنتخب الفرنسي الوصول إلى نصف النهائي بفضل دفاعه القوي وقدرته على استغلال الفرص القليلة المتاحة. يبقى السؤال الآن: هل يمكن لفرنسا الاستمرار في هذا النهج وتحقيق اللقب؟ الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال.