في مارس 2013، تألقت أسماء نجوم المنتخب المصري تحت 20 عامًا في عناوين الصحف الرياضية العالمية، بعدما قدموا أداءً استثنائيًا في بطولة كأس أمم أفريقيا، التي تُوِّجوا بلقبها على حساب غانا. من بين هؤلاء اللاعبين البارزين كان أحمد رفعت، الذي وافته المنية صباح اليوم السبت عن عمر 31 عامًا. رفعت كان واحدًا من المواهب التي لفتت الأنظار في ذلك الوقت، وأثارت اهتمام أندية القمة في أوروبا.
اهتمام عالمي بأحمد رفعت
في 30 مارس 2013، شهدت مدرجات ملعب نهائي كأس أمم أفريقيا تحت 20 عامًا في الجزائر حضور عدد من كشافي الأندية الكبرى لمراقبة اللاعبين الشباب. كان أحمد رفعت من بين هؤلاء اللاعبين الذين جذبوا انتباه أندية مثل إشبيلية الإسباني، وبازل السويسري، ومانشستر يونايتد الإنجليزي. بفضل إسهاماته، ساعد رفعت المنتخب المصري في الفوز بالبطولة، مما أهَّله للمشاركة في كأس العالم للشباب في نفس العام.
فرص احترافية واختبارات أوروبية
بعد نهاية كأس أمم أفريقيا، تلقى رفعت دعوتين لخوض اختبارات مع بازل وإشبيلية. في أبريل 2013، كتبت صحيفة “aargauerzeitung” السويسرية عن رفعت، قائلة: “ربما يكون هناك لاعب مصري ثالث ينضم إلى الفريق بجانب النني وصلاح”. أشاد رئيس كشافة بازل، رودي زبيندن، بقدرات رفعت قائلاً: “لديه قدرات مماثلة لصلاح، سننظر إليه ثم سنرى ما سيحدث بعد ذلك”. وصفته الصحيفة السويسرية بأنه أفضل موهبة في مصر خلال الفترة الأخيرة، وكان ذلك مدعومًا بنجاح صلاح والنني في بازل تحت قيادة مراد ياكين.
صعوبات وتحديات في الاحتراف
رغم الاهتمام الكبير، لم تكتمل مسيرة رفعت الاحترافية في أوروبا. بعد اختبارات مع بازل وإشبيلية، عاد رفعت إلى مصر، حيث توقف اهتمام مانشستر يونايتد. تحدث رفعت عن سبب عدم اكتمال احترافه قائلاً: “خضت فترة معايشة مع بازل وإشبيلية، المواهب هناك كانت عادية جدًا، لكن الفارق كان في التنظيم. حصلت على عرضين من الفريقين الإسباني والسويسري لكن إنبي رفض، وقيل لي وقتها إن عروضًا أفضل ستأتي بعد كأس العالم”.
انتقالات وتجارب محلية
تنقل أحمد رفعت بين عدة أندية محلية، كان أبرزها الزمالك، كما خاض تجربة قصيرة مع الوحدة الإماراتي بين أكتوبر 2022 ويناير 2023. رغم أن مسيرته لم تحقق النجاح المتوقع في أوروبا، إلا أنه ترك بصمة في قلوب جماهير كرة القدم المصرية.
إرث أحمد رفعت في كرة القدم المصرية
في مطلع مايو، تدرب رفعت مع إشبيلية بناءً على توصية خاصة من الكشافة الأندلسيين. كتب موقع “eldesmarque” الإسباني عن رفعت قائلاً: “تعمل الإدارة الرياضية على ضم أفضل المواهب في العالم، وضمن تلك المبادرة ظهر رفعت من مصر ويوفانوفيتش من صربيا”. أكد فيكتور أورتا، السكرتير الفني لنادي إشبيلية، أن رفعت كان من أفضل اللاعبين الواعدين في أفريقيا.
وداع مؤثر ونهاية مسيرة واعدة
غادر أحمد رفعت عالمنا صباح اليوم، لكنه ترك إرثًا في ذاكرة جماهير كرة القدم المصرية، سيبقى حيًا للأبد. يبقى رفعت واحدًا من أبرز المواهب التي لم تكتمل مسيرتها، لكنه بلا شك سيظل رمزًا للإصرار والموهبة في كرة القدم المصرية.
